136

At-Tuhfa An-Nadiyyah Sharh Al-`Aqeedah Al-Waasitiyyah

التحفة الندية شرح العقيدة الواسطية

ناشر

مركز النخب العلمية-القصيم

ایڈیشن نمبر

الثانية

اشاعت کا سال

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م.

پبلشر کا مقام

بريدة

اصناف

وَمَا وَصَفَ الرَّسُولُ بِهِ رَبَّهُ ﷿ مِنَ الْأَحَادِيثِ الصِّحَاحِ الَّتِي تَلَقَّاهَا أَهْلُ المَعْرِفَةِ بِالْقَبُولِ؛ وَجَبَ الْإِيمَانُ بِهَا كَذَلِكَ،

الشرح
قوله: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ [يونس:٢٦] فسَّر النبي ﷺ هذه الزيادة بأنها الرؤية كما ثبت في مسلم من حديث صُهَيب (^١).
وقوله تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾ [الأنفال:٦٠] القوة في الآية فسرها النبي ﷺ بقوله: «أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ» (^٢)، والأمثلة على ذلك كثيرة.
أما أهل البدع فهم في هذا الباب على فريقين:
الفريق الأول: مَن لا يتورع عن إنكار السنة ويصرح بذلك؛ كالمعتزلة والفلاسفة الذين ردُّوا السنة مطلقًا.
الفريق الثاني: مَن يثبت السنة ويعتقد بصحة النقل فيها، ولكن يحرِّفها ويشتغل بتأويل الصفات التي أثبتتها السنة، كالأشاعرة؛ فإنهم لم يردوا السنة كما فعل المعتزلة، بل أثبتوها لكن أوَّلوها.
قوله: «وَمَا وَصَفَ الرَّسُولُ بِهِ رَبَّهُ ﷿ مِنَ الْأَحَادِيثِ الصِّحَاحِ الَّتِي تَلَقَّاهَا أَهْلُ المعْرِفَةِ بِالْقَبُولِ؛ وَجَبَ الْإِيمَانُ بِهَا كَذَلِكَ» أي كما وجب الإيمانُ بكل ما وصف الله به نفسه في كتابه من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، كذلك يجبُ الإيمانُ بكل ما وصفه به أعلمُ الخلق به ﷺ.

(^١) صحيح مسلم (١/ ١٦٣) رقم (١٨١).
(^٢) أخرجه مسلم (٣/ ١٥٢٢) رقم (١٩١٧) من حديث عقبة بن عامر ﵁.

1 / 141